بوصلة القلب

ثمة قاعدة أجدها تصلح لي.. وربما تصلح لك:
هذه القاعدة تقول :اتبع النور الذي في قلبك حيثما قادك ودون أن تعرف لماذا و إلى أين يقودك

هذا النور البعض يسميه حدسا والبعض يسميه أسماء أخرى ولا مشاحة في المصطلحات…
لكن ما أعرفه أنني ما ترددت يوما في اتباعه إلا وخسرت…وما اتهمته إلا وفشلت.. وماأثقلت عليه بأسئلة الشك والريب إلا انخذلت.. وما اتبعته إلا وصلت وأنجحت وأفلحت..
هذا النور أصبحت أؤمن أنه من نور الله سبحانه يهدي به الله أولياؤه سبل السلام… ويعلمهم به من غير معلم..ويرشدهم به في مسالك هذا الزمان الحالكة المضللة من غير مرشد.. ألم تقرأ قول الله تعالى :
“فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا..”
إنه نور الله الذي يضيء الصدور المظلمة والقيافي المقفرة..

ألم يحصل أن اخترت شيئا يبدو منطقيا خيارا خاطئا وكان هو اختيارك الصحيح  فيما تبين بعد لأنك اخترت ما اختار قلبك؟
ألم يحصل أن دست على قلبك واتبعت مايمليه عليك فكرك فوصلت إلى الخراب واللاشيء؟

ألم يحصل أن اخترت مكانا كانت تتوفر فيه كل شروط الراحة حسب المنطق لكن قلبك كان منقبضا وروحه كانت نافرة فاتبعت قلبك؟
أم لم تنفر عن شخص ما يبدو أنه إنسان جيد بالمعايير الظاهرة وكان قلبك يقول له لا؟
والعكس بالعكس…
ألست تختار عملا تبدو شروطه الظاهرة مجحفة وغير مناسبة لك لكن قلبك يهش له ويبش وكان هو المكان الذي فتح لك أبواب الخير والبركة..
ألست تجد إنسانا تبدو عليه أمارات تدل على أن لديه مالديه من الآفات والعيوب إلا أن قلبك اختاره ووجد معه أنسه وانشراحه بالرغم مما فيه..
إنها الأرواح ياصاحبي..أرواح الزمان والمكان والناس عوالم لا تُرى بالعيون المجردة.
يقول ﷺ:”الأرواح جنود مجندة فما تآلف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف”

إن القلب إذا قذف فيه النور استشرف الغيب دون أن تراه وإذا ما تبعته قادك إلى الرشاد ولابد..ولو كانت الأسباب التي تراها عينك تبدي لك غير ذلك فإنما الأمور بخواتيمها. قال تعالى :{يهدي الله لنوره من يشاء}
{ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور}.
اللهم اجعل لنا نورا وأعظم لنا نورا واهدنا بنورك إلى نورك.

Continue Reading

خاطرة فقير

أشعر في بعض الأحيان أنني لا أجيد فعل شيء ولا حتى مجرد التفكير إلا عندما يكون الله تعالى ونوره حاضرا في قلبي ونفسي..
أعتقد أن الله خلقني شديد الاحتياج إليه في كل ثانية ولحظة أتحول إلى ركام وظلمة وعدم إذا لم أكن معه ولم أطعه ولم أتوكل عليه ولم أصدق معه. أعتقد أن ذلك كله لأنه يحبني ولأنه يريدني.. ولو كان يبغضني ويريد عذابي لأمدني بالحياة والمتعة والقوة وأنا أعصيه ثم أخذني يوم القيامة فلم يفلتني..

كنت من قبل أظن أن الآخرين حينما يعصون الله ثم تستمر حياتهم بشكل اعتيادي ولا يشعرون أن ثمة خطب ما قد حصل..كنت أظن أن ذلك يجعلهم أفضل مني في ممارسة الحياة وأنهم عمليون ولايعقدون الأمور..
الآن… أنا أعتقد أن الإنسان كلما حاد عن الطريق – طريق الله-فتنغصت معيشته وتكدرت حياته كلما كان أقرب إلى الله ممن سواه..
وكلما كانت تلك الصغائر والدقائق تؤرقه وتقض مضجعه ولا تمر عليه بسهولة ولا مبالاة كلما كان أنقى روحا وأشد فهما لمعنى الحياة وحقيقتها..
{انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا} الإسراء.

وكلما تعامى شديد الفاقة عن حقيقة فاقته كلما أوغل في طريق الشقاء..وكلما عذب روحه عذابا يوازي قدر فاقته… وكلما أقبل على استشعارها والتجائه إلى من له القوة جميعا  كلما أشرقت روحه وأصبحت حياته غناء يفوح منها أريج السعادة والجمال.. وكلما هانت عليه الصغائر كلما هان وكلما عظمت عليه كلما عظم… وكلما رأى نفسه كبيرا كلما صغر وكلما رأى نفسه صغيرا كلما كبر..

{۞ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر]

أدرك أن هذه اللحظات الغناء قليلة في حياتي…وأني غالبا ما أعيشها وحدي..وأن ضعفي يغلبني أمام الآخرين كثيرا..
ولكني أحلم أن أموت وأنا أجاهد..فيارب بحبك إياي لا تقبضني إلا وأنا أجاهد.

Continue Reading