الناس يختلفون في سعة رؤيتهم وتقبلهم لاختلاف الخلق بحسب سعة قلوبهم وانشراحها بالإيمان..
فالذي أنار الله بصيرته واتسع مدى نظره يرى في الناس مالا يراه الذي أظلم بعض قلبه أو كل قلبه..
فقد يرى العارف معرفة واسعة فلانا الذي يبدو عليه أنه من أصحاب الهوى والضلال يراه من الذين فيهم أصل الخير فيسعى إلى سقاية الخير فيهم وإنباته ولو كان غائبا عن ظاهر الأعين..
ويرى آخر معرفته ناقصة ذلك الشخص نفسه من أصحاب الهوى الذين يجب أن يتركوا ويهجروا ولا يلتفت إليهم..
وقد يراه الذي يغلب جهله معرفته ذا علم وفضل ولكن عنده مايسميها بعض الأخطاء.وأما الأعمى فإما أن يرى فلانا علامة فهامة وإما أن يراه أجهل من أبي جهل..وقد يتقلب بين الحالتين بين ليلة وضحاها.
والعجيب أن الإنسان نفسه قد يتنقل بين الأحوال السابقة جميعا..