الرماديون

أتذكر تلك الأيام التي كنت أشعر فيها كثيرا فأحن إليها…
أعذر أولئك الذين شعروا كثيرا حتى احترقوا و ماتت قلوبهم.. أعذر نفسي كذلك أحيانا.. ولكن لا أنكر أن هذا العذر خطيئة..

أقارن بين أن أكون باردا.. وبين أن أكون مشتعلا…فأحب أكون مشتعلا.لكن هذا الزمان زمان نفاق… يريدك أن تكون مشتعلا في أشياء… وباردا في أشياء أخرى.
يريدك باردا في دينك مشتعلا في دنياك.
باردا في أخلاقك مشتعلا في شهواتك.
باردا مع ربك… مشتعلا مع الناس. وأن تبقى فيه مشتعلا جهاد.

أحاول أن أشعل ما انطفأ مني…فأنجح أحيانا وأخفق أحيانا
أبحث عن سكن آوي إليه إذا ما ارتجفت روحي قبل أن تنطفئ فلا أجد.. فأفضل أن أبقى رمادا على أن أخاف…أحيانا.

لا أرتاح  للأحكام العامة “الباردة” على من فقدوا شعورهم بالحياة،الألم المستمر شيء لم يجربه هؤلاء الذين يطلقونها غالبا…بل إني أعتقد أن كثيرا من أولئك الذين تبدو عليهم اللامبالاة هم أكثر من كانوا يبالون…

على أن ثمة شيء قد يواسي ويبعث على استعادة الأمل والشفاء هو أن الحقيقة والحق شيء جميل وعذب ويبعث على الحب والسرور،لكنهما أحيانا مؤلمان قاسيلن وثقيلان،لاتستطيع أن تجزئهما وأن تأخذ بعضهما وتذر بعضهما..عليك أن تقبلهما كما هما في الدنيا،حتى يتحولا إلى سرور تام وحب كامل وحياة عذبة لا ألم معها في الآخرة.. هي هكذا.

فلنحاول أن نحيا للحق والحقيقة عسى أن نحيا بهما..

مقالات قد تعجبك