شذرات حول نعمة الكتابة

تتميز الكتابة عندي أن القلم فيها لا يكذب…أو على الأقل أن احتمال أن يصدق فيها ولا يكذب أكبر بكثير من احتمالات اللسان.

تمر بك مواقف لا تستطيع بكلمة واحدة أو ببضع كلمات أن تقول ماتريد قوله.. عن حقيقة ماتريد أو ماتشعر به أو ماتراه.. فتقع في الكذب أو الاجتزاء شئت أم أبيت..
يمالئك على ذلك حينها خوفك و حذرك..مراعاة  الآخرين فوق مايلزم.. أو لا مبالاتك..أحكامهم الجاهزة أو الجائرة…ضعف مقاومتك لمغريات أن تبدو كاملا..وقلة حيلتك أمام النقص البشري عموما…ووجود من يقاطعك أو يغير مجرى كلامك ويشوه اتساق حديثك!
بينما كل ماسبق يمكن تحييده أمام الورقة أو الشاشة. هنا ليس ثمة سوى أنت وقلمك وربك وشيطانك والملكان الموكلان بك!

كما أن اللغة العامية فقيرة حقيرة.. لا تغني  ولا تسمن من جوع.. تراكيبها ركيكة..كلماتها سطحية…مفرداتها خانقة للشعور والنفَس والمعنى.
ولكم أتمنى أن تمّحي من أذهان الناس وترجع لغة العرب لغتنا.. ولكم أتمنى أن أتحلى بشجاعة أن أدخلها في كلامي اليومي.. ويالسعدي لو تحولت هذه الأمنية إلى رجاء!

إن القلم رئة ثالثة لها شهيق وزفير
وحاسة سادسة ترى وتسمع وتتكلم..
و بالرغم من كونها قد لا تغني كثيرا عن صاحبها دون أشياء أخرى مهمة.. إلا أنها تعلم وتبني وتهدم.

أحاول أن أتخيل نفسي دون كتابة…فلا أراها سوى كتلة مظلمة متشابكة مبعثرة غير مفهومة!
ولعلك تقول هي الآن كذلك!
ولكني أراها أفضل ألف مرة مما لو كانت بغير قلم… أي والله!
ولو أني أكتب أكثر مما أكتب لكنت شخصا آخر ولكانت لي حياة أخرى..ولكن قاتل الله الكسل!

فيا ربنا لك الحمد…

مقالات قد تعجبك