أحد أحلامي الدفينة المخذولة في هذه الدنيا أن أحادث أحدا أحبه ويحبني.. فأحكي له انتصاراتي الصغيرة على هذه الدنيا المتكالبة وعلى ظلامها الكالح، على كآبة نفسي، وتاريخ هزائمي، على عدونا التاريخي ابليس، على أسقامي التي رافقتني أكثر من أي أحد عرفته في هذه الحياة، وكانت وفية-ياللسخرية-لي أكثر من وفاء أي أحد.. بل أكثر من وفائي لنفسي، انتصاراتي الصغيرة على كل شيء يدعوني إلى أن أدفن نفسي وأغمض عيني عن رؤية أي شيء وأستسلم للعدم..
أن أحادثه عن خيط النور، وبرق الأمل، والبهجة الندية القصيرة، والنضرة التي كست وجهي على حين غرة..
أن أحدثه عن ذلك.. فأرى برقة عينيه وابتهاج روحه وفرحته البريئة الخالية إلا من صفاء الحب ونقاء الطهر..
لكني أصارحكم.. أني لا أجد هذا الحلم سهل المنال.. وإني لأرى بيني وبينه مفاوز وقيافي وإدلاج..